فصل: فصل في المحلى بأل من هذا الحرف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> سئل المؤلف هل ينزل جبريل على عيسى فإن قلتم نعم فيعارضه قوله للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم في حديث الوفاة هذه آخر وطئتي في الأرض فأجاب بأنه ينزل عليه لما في مسلم في قصة الدجال ونزول عيسى فبينما هم كذلك إذا أوحى اللّه إلى عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور الحديث فقوله‏:‏ أوحى اللّه إلى عيسى ظاهر في نزول جبريل إليه وأما حديث الوفاة فضعيف ولو صح لم يكن فيه معارضة لحمله على أنه آخر عهده بإنزال الوحي‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عن أوس بن أوس‏)‏ الثقفي له وفادة رمز لحسنه قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات وقال في بحر الفوائد‏:‏ قد ورد في نزوله أحاديث كثيرة روتها الأئمة العدول التي لا يردها إلا مكابر أو معاند‏.‏

10024 - ‏(‏ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة‏)‏ قال ابن حجر‏:‏ الفرات بالمثناة في الخط في حالتي الوصل والوقف وجاز في القراءة الشاذة أنها هاء تأنيث وشبهها أبو المظفر بن الليث بالياقوت والتابوت‏.‏

- ‏(‏خط عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

10025 - ‏(‏يهرم ابن آدم‏)‏ أي يكبر ‏(‏ويبقى معه‏)‏ خصلتان ‏(‏اثنتان‏)‏ استعارة يعني تستحكم الخصلتان في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشاب في شبابه ‏(‏الحرص‏)‏ على المال والجاه والعمر ‏(‏وطول الأمل‏)‏ فالحرص فقره ولو ملك الدنيا والأمل تعبه ذكره الحرالي وإنما لم تذهب هاتان الخصلتان لأن المرء جبل على حب الشهوات كما قال تعالى ‏{‏زين للناس‏}‏ الآية وإنما تنال هي بالمال والعمر والنفس معدن الشهوات وأمانيها لا تنقطع فهي أبداً فقيرة لتراكم الشهوات عليها قد برح بها خوف الفوت وضيق عليها فهي مفتونة بذلك وخلصت فتنتها إلى القلب فأصمته عن اللّه وأعمته لأن الشهوة ظلمات ذات رياح هفافة والريح إذا وقع في الأذن أصمت والظلمة إذا حلت بالعين أعمت فلما وصلت هذه الشهوة إلى القلب حجبت النور فإذا أراد اللّه بعبد خيراً قذف في قلبه النور فتمزق الحجاب فذلك تقواه به يتقى مساخط اللّه ويحفظ حدوده ويؤدي فرائضه فإذا أشرق الصدر بذلك النور تأدى إلى النفس فأضاء ووجدت له النفس حلاوة وطلاوة ولذة تلهيه عن شهوات الدنيا وزخرفها فيحيى قلبه ويصير غنياً باللّه الكريم في فعاله الحي في ديموميته القيوم في ملكه والنفس حينئذ بجواره وفي غناء الجار غناء فصارت تقواه في قلبه وهو في ذلك النور وغناه في نفسه طمأنينتها ومعرفتها أين معدن الحاجات ‏[‏ص 466‏]‏ وحكم عكسه عكس حكمه أعاذنا اللّه من ذلك بمنه وكرمه‏.‏

<فائدة> ذكر في البستان عن أبي عثمان النهدي قال‏:‏ بلغت نحواً من ثلاثين ومئة سنة وما من شيء إلا وقد أنكرته إلا أملي فإني أجده كما هو قال‏:‏ وكان أبو عثمان عظيم القدر كبير الشأن‏.‏

- ‏(‏حم ق‏)‏ في الزهد ‏(‏ن‏)‏ كلهم ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وقضية كلام المصنف أن القزويني تفرد به من بين الستة وليس كذلك بل هو في الصحيحين بتغيير يسير ولفظ مسلم يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر ولفظ البخاري يكبر ابن آدم إلخ ولفظه في رواية لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل‏.‏

10026 - ‏(‏يوزن يوم القيامة مداد العلماء‏)‏ أي الحبر الذي يكتبون به في الإفتاء ونحوه كالتأليف ‏(‏ودم الشهداء‏)‏ أي المهراق في سبيل اللّه ‏(‏فيرجع مداء العلماء على دم الشهداء‏)‏ ومعلوم أن أعلى ما للشهيد دمه وأدنى ما للعالم مداده فإذا لم يف دم الشهداء بمداد العلماء كان غير الدم من سائر فنون الجهاد كـلا شيء بالنسبة لما فوق المداد من فنون العلم وهذا مما احتج به من فضل العالم على الشهيد قال ابن الزملكاني‏:‏ وهو حديث لا تقوم به الحجة وقد أوضح جماعة في تضعيفه المحجة وورد ما يدل على تساويهما في الدرجة والانصاف أن ما ورد للشهيد من الخصائص وصح فيه من دفع العذاب وغفران النقائص لم يرد مثله للعالم لمجرد علمه ولا يمكن أحد أن يقطع له به في حكمه وقد يكون لمن هو أعلى درجة ما هو أفضل من ذلك وينبغي أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه وماذا عليه وحال الشهيد وثمرة شهادته وما أحدث عليه فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد فكم من شهيد وعالم هون أهوالاً وفرج شدائد وعلى هذا فقد يتجه أن الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء والعالم الواحد أفضل من كثير من الشهداء كل بحسب حاله وما ترتب على علومه وأعماله‏.‏

- ‏(‏الشيرازي‏)‏ في كتاب الألقاب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏الموهبي‏)‏ في فضل العلم ‏(‏عن عمران‏)‏ بن حصين ‏(‏ابن عبد البر‏)‏ أبو عمر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏العلم عن أبي الدرداء ابن الجوزي‏)‏ كتاب ‏(‏العلل‏)‏ المتناهية في الأحاديث الواهية عن النعمان بن بشير قال الزين العراقي‏:‏ سنده ضعيف اهـ‏.‏ وقضية صنيع المصنف أن ابن الجوزي خرجه في العلل ساكتاً عليه وليس كذلك بل عقبه ببيان علنه فقال‏:‏ حديث لا يصح وهارون بن عنتر أحد رجاله قال ابن حبان‏:‏ لا يجوز الاحتجاج به يروي المناكير ويعقوب القمي ضعيف اهـ‏.‏ وقال في الميزان‏:‏ متنه موضوع‏.‏

*2* -  فصل في المحلى بأل من هذا الحرف ‏[‏أي حرف الياء‏]‏ـ

10027 - ‏(‏اليد العليا خير‏)‏ لفظ رواية الطبراني أفضل ‏(‏من اليد السفلى‏)‏ يعني المنفق أفضل من الآخذ أي ما لم تشتد حاجته كما مرّ قال الحافظ العراقي‏:‏ ولم يقيد الأخذ بالسؤال فاقتضى كون يده سفلى وإن لم يسأل إلا أن يحمل المطلق على المقيد ويقال أراد الأخذ مع السؤال ‏(‏وابدأ‏)‏ بالهمز وتركه ‏(‏بمن تعول‏)‏ أي بمن تلزمك نفقته يقال عال الرجل أهله أي قام بما يحتاجونه من نحو قوت وكسوة وغيرهما، وتتمة الحديث عند مخرجه الطبراني أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك‏.‏ <تنبيه>

قال الراغب‏:‏ في هذا الحديث إشارة إلى فضل المعلم على المتعلم‏.‏

- ‏(‏حم طب عن ابن عمر‏)‏ ‏[‏ص 467‏]‏ ابن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح وقال المنذري‏:‏ إسناده حسن وهو في البخاري بتقديم وتأخير وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرج في الصحيحين ولا أحدهما وهو عجب فقد خرجه البخاري من حديث أبي هريرة بزيادة ولفظه اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه اللّه ومن يستغن يغنه اللّه اهـ‏.‏ وقال المنذري‏:‏ خرجه الشيخان معاً بنحوه عن حكيم بن حزام‏.‏

10028 - ‏(‏اليمن حسن الخلق‏)‏ بالضم أي البركة والخير الإلهي فيه‏.‏

- ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏مكارم الأخلاق عن عائشة‏)‏ قال الزين العراقي‏:‏ في سنده ضعف‏.‏

10029 - ‏(‏اليمين على نية المستحلف‏)‏ بكسر اللام أي من استحلف غيره على شيء وورّى الحالف فالعبرة بنية المستحلف لا الحالف‏.‏ وبه أخذ مالك في أحد قوليه وخصه الشافعي بما إذا استحلفه القاضي أو نائبه بحق وإلا نفعته التورية ومنه ما لو حلف بطلاق أو عتق‏.‏

- ‏(‏م‏)‏ في الأيمان ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

10030 - ‏(‏اليوم الموعود‏)‏ المذكور في قوله تعالى ‏{‏واليوم الموعود وشاهد ومشهود‏}‏ ‏(‏يوم القيامة والشاهد‏)‏ المذكور في قوله سبحانه ‏{‏وشاهد‏}‏ ‏(‏يوم الجمعة‏)‏ أي يشهد لمن حضر صلاته والجمعة بمعنى المجموع كالضحك بمعنى المضحوك منه ويوم الجمعة يوم الوقت الجامع سميت جمعة لأن الخلق اجتمعوا فيها وفرغ اللّه من خلقهم فيه ‏(‏والمشهود‏)‏ المذكور في قوله تعالى ‏{‏ومشهود‏}‏ ‏(‏يوم عرفة‏)‏ لأن الناس يشهدونه أي يحضرونه ويجتمعون فيه ذكره ابن الأثير وقال البعض‏:‏ معنى كون يوم الجمعة شاهداً أنه يشهد لكل عامل بما عمل فيه وكذلك كل يوم وله فضل مخصوص باجتماع الناس في صلاة الجمعة ما لا يجتمعون في غيره من الأيام، ومعنى كون يوم عرفة مشهوداً أنه يشهد الناس فيه موسم الحج والملائكة ‏(‏ويوم الجمعة ادخره اللّه لنا‏)‏ فلم يظفر به أحد من الأمم السابقة فهو اليوم الذي هدانا اللّه له واختاره لنا وأنعم علينا به فالعمل فيه له مزية على غيره من الأيام ولذلك ذهب بعضهم إلى أنه إذا وافق الوقوف بعرفة يوم جمعة كان لتلك الحجة فضل على غيرها وأما ما رواه رزين أنه أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة ففي ثبوته وقفة ‏(‏وصلاة الوسطى صلاة العصر‏)‏‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي مالك الأشعري‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ الظاهر أن هذا من تفسير أبي هريرة‏.‏

10031 - ‏(‏اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة‏)‏ لأنه تعالى عظم شأنه في سورة البروج حيث أقسم به وأوقعه واسطة العقد لقلادة اليومين العظيمين ونكره لضرب من التفخيم وأسند إليه الشهادة على سبيل المجاز لأنه مشهود فيه نحو نهاره صائم وليله قائم، وقد أخذ بهذا الحديث جماعة من العلماء واضطربت فيه أقوال آخرين فقيل الشاهد والمشهود محمد ويوم القيامة وقيل عيسى وأمته وقيل أمة محمد وسائر الأمم وقيل يوم التروية وقيل يوم عرفة ويوم الجمعة وقيل الحجر الأسود والحجيج وقيل الأيام والليالي وبنو آدم وقيل الحفظة وبنو آدم وقيل الأنبياء ومحمد كذا في الكشاف ‏(‏وما طلعت الشمس ‏[‏ص 468‏]‏ ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو اللّه بخير إلا استجاب اللّه له‏)‏ دعاءه ‏(‏ولا يستعيذ‏)‏ باللّه ‏(‏من شيء إلا أعاذه اللّه منه‏)‏ قال بعضهم‏:‏ قد ادّخر اللّه لهذه الأمة يوم الجمعة المؤذن بنهاية الوصل إذ مقام الجمعية هو مقام الوصل الذي هو أكمل المقامات وأعلاها وأغلاها وجعل لليهود السبت المؤذن بقطيعتهم وحرمانهم وللنصارى الأحد المؤذن بوحدتهم وتفردهم عن مواطن الخيرات والسعادات فكان مما خصت به كل أمة من الأيام دليل على أحوالها وما يؤول إليه أمرها وذكر ابن القيم في الهدى ليوم الجمعة اثنين وثلاثين خصوصية هيئتها وأنها يوم عيد ولا يصام مفرداً وقراءة تنزيل وهل أتى في صبحها والجمعة والمنافقين فيها والغسل لها والتطيب والسواك ولبس أحسن الثياب وتبخير المسجد والتبكير والاشتغال بالذكر حتى يخرج الخطيب والخطبة والإنصات وقراءة الكهف وعدم كراهة التنفل وقت الاستواء ومنع السفر قبلها وتضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة ونفي سجر جهنم يومها وساعة الإجابة فيها وأنها يوم المزيد والشاهد والمدخر لهذه الأمة وخير أيام الأسبوع وخلق فيه آدم وتجتمع فيه الأرواح إن ثبت به الخبر وغير ذلك‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في التفسير ‏(‏هق‏)‏ كلاهما ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الترمذي‏:‏ غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وهو واه اهـ‏.‏ وقال الذهبي في المهذب‏:‏ موسى بن عبيدة واه اهـ‏.‏